دخل علي في حالة انفعال شديد وعندما شعر بالراحة بدأ يسرد لي سبب حالته وعندما انتهى من كلامه التفت على قائلاً:
-ما هو رأيك بالموقف؟
قدمت له باقة ورد كانت موجودة أمامي ثم سألته:
-اعجبتك الباقة؟
رد على بوصف طويل يصف فيها جمال الباقة وحسن تنظيمها ورائحتها الزكية لكن قاطعته بأن الوردة الحمراء بها ذبول وضح وتشويه لجمال الباقة وافقني الرأي وبدأ يقلل من جمال الباقة بقول (لو كانت الوردة الحمراء غير موجودة لكانت الباقة أجمل).
رديت عليه قائلاً:
-لقد سردت لي عن سبب انفعالك لأنك ركز على الجانب السلبي بالموقف على الرغم أن طبيعية الحياة متنوعة ما نركز عليه سوف نحصل عليه.
ركز دائماً على الجانب الجميل سوف تحصل عليه لأنك كانت لديك تغذية بصرية وسمعية تجعلك لا تذهب لكهوف السلبية لأن الدخول لها سهل لكن الخروج منها أصعب من الصعب.
تمسك بخيار حسن الظن والنية الطيبة و لا تحكم على المواقف التي تحدث لك من مؤشرات عاطفية تجعل قراراتك عبارة عن ردود فعل للأحداث كن أنت من يصنع الحدث.
أحدهم اشتكى من زوجته وسرد لي سلبياتها كلما انتهى من فكرة سلبية عنها استدعى فكرة أخرى لم اقاطعه حتى انتهى وفرغ كل شيء عنده بعدها وضعت أمامه ورقة بيضاء وضعت خط طولي بالوسط ثم كتبت في الجانب الأيمن عبارة الإيجابيات والجانب الأيسر السلبيات وطلبت منه أن نبدأ بتدوين الإيجابيات امتنع بالبداية لكن وافق على مضض في السرد وأنا ادون كلما توقف ذكرته بمواقف إيجابيها لها سبق أن تكلم عنها لمدة نصف ساعة وقد امتلأت الورقة وبدأت ادون خلف الورقة.
وعندما طلبت منه سرد سلبياتها بدأ بالتردد ومراجعة النفس كتبنا ثلاث سلبيات بعدها توقف في تلك اللحظة الحاسمة عرفت أنه اكتشف أن تركيزه كان منحاز لسلبيات وقد ضخمها وكان أن ينهى مسيرته الزوجية.
التركيز على المواقف الأخيرة فقط بالعلاقات الإنسانية